خلق الله العباد ليذكروه و رزق الله الخليقة ليشكروه، الطبيعة فيها الجحود والنكران والجفاء و كفران النعم و هي غالبة على النفوس..
فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، و نسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك برصاص الحقد الدفين ، لا لشيء إلأ لأنك أحسنت إليهم
أنظرو فقط في كتاب المأسي في هذا العالم ماذا نرى؟
قصة أب ربى ابنه و غذاه و كساه و أطعمه و سقاه ، و أدبه ، و علمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما كبر هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالده عاصي، استخفافا ، ازدراء ، مقتا ، عقوقا صارخا..
إن هذا الموضوع قطعاً لا يدعوك لترك الجميل.. و عدم الإحسان للغير.. و إنما يجهزك على انتظار الجحود و نسيان هذا الجميل و الإحسان..
اعمل الخير لوجه الله .. لأنك الفائز على كل حال.. و احمد الله لأنك المحسن و هو المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى..
فلا تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك.. أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها فكسر بها رأسك..
فهذا هو الأصل عند هذه البشرية .. فكيف بها معي ومعك؟؟؟