* رأى أبو بكر رضي الله عنه رجلا بيده ثوب، فقال له: هو للبيع؟ فقال الرجل: لا أصلحك الله. فقال رضي الله عنه: هلا قلت، لا وأصلحك الله، لئلا يشتبه الدعاء لي بالدعاء علي.
* نظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أعرابي قد صلى صلاة خفيفة، فلما قضاها قال: اللهم زوجني بالحور العين. فقال عمر: يا هذا، أسأت النقد (أقللت المهر)، وأعظمت الخطبة!
* كان رجل يكثر الثناء على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وكان يضمر في قلبه خلاف قوله، فقال له رضي الله عنه: أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك!
* استعمل معاوية رجلا من كلب، فذكر يوما المجوس وعنده ناس، فقال: لعن الله المجوس، ينكحون أمهاتهم، والله لو أُعطيت مائة ألف درهم ما نكحت أمي. فبلغ ذلك معاوية، فقال: قاتله الله، أترونه لو زادوه على مائة ألف فعل؟! فعزله.
* دخل ربيعة بن عقيل اليربوعي علىمعاوية، فقال: يا أمير المؤمنين، أعنّي على بناء داري. فقال: أين دارك؟ قال: بالبصرة، وهي أكثر من فرسخين في فرسخين (الفرسخ: حوالي ثلاثة أميال). فقال له معاوية: فدارك في البصرة، أم البصرة في دارك؟!
* قال الحجاج يوما لرجل: اقرأ شيئا من القرآن. فقرأ: (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا). فقال الحجاج: ليس كذلك، بل هي (يدخلون في دين الله). فقال الرجل: ذلك قبل ولايتك، ولكنهم الآن يخرجون بسببك. فضحك وأعطاه.
* روى الجاحظ أن واليا أُتي له برجل جنى جناية، فأمر بضرب رأسه. فلما مُدّ، قال: بحق رأس أمك إلا عفوت عني! قال الوالي للجلاد: أوجع. فقال الجاني: بحق خديها ونحرها! قال الوالي: أضرب. قال الجاني: بحق ثدييها!. قال الوالي: اضرب. فقال الجاني: بحق سرتها! فقال الوالي: ويلكم، دعوه لا ينحدر قليلا!
* دخل الوليد بن يزيد على الخليفة هشام بن عبد الملك، وعلى الوليد عمامة وشْي، فقال هشام: بكم اشتريت عمامتك؟ قال: بألف درهم. فقال هشام وقد استكثر ذلك: عمامة بألف درهم؟! قال الوليد: يا أمير المؤمنين، إنها لأكرم أطرافي، وقد اشتريت أنت جارية بعشرة آلف درهم لأخس أطرافك!
* كان العباس السفاح مشرفا على صحن داره، ينظرها ومعه امرأته أم سلمة، فعبثت بخاتمها، فسقط من يدها إلى الدار، فألقى السفاح أيضا خاتمه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ما أردت بهذا؟ قال: خشيت أن يستوحش خاتمكِ، فآنسته بخاتمي غيرة عليه لانفراده.
* قدم رجل على صاحب له من فارس، فقال له: قد كنتَ عند الأمير، فأي شيء ولاك؟ قال: ولاني قفاه!
* وقف معاوية بن مروان على باب طحان، وحمار له يدور بالطاحون وفي عنقه جرس صغير، فقال للطحان: لِمَ جعلت في عنق هذا الحمار هذا الجرس؟ قال: ربما أدركتني سآمة أو نعسة، فإذا لم أسمع صوت الجرس علمت أنه قد نام، فأصيح به. قال معاوية: أفرأيت إن قام ثم مال برأسه هكذا وهكذا، وجعل يحرك رأسه يمنة ويسرة، ما يدريك أنت أنه قائم؟ فقال الطحان: ومن أين لحماري عقل مثل عقل الأمير؟
* تغدّى رجل عند سليمان بن عبد الملك، وهو يومئذ ولي عهد، وقدامه جدي، فقال له سليمان: كل من كليتيه فإنها تزيد في الدماغ. فقال له الرجل: لو كان هذا هكذا لكان رأس الأمير مثل رأس البغل.
* شكا أهل بلدة إلى المأمون واليا عليهم، فقال: كذبتم عليه، قد صح عندي عدله فيكم وإحسانه إليكم. فقال شيخ منهم: يا أمير المؤمنين، فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك؟! قد عدل فينا خمس سنين، فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع وتريح معنا الكل. فضحك منهم وصرفه عنهم.