صلى أعور خلف إمام فقرأ: {ألم نجعل له عينين}، فقال الأعور: لا، والله، بل عينا واحدة. فقد كذبت في هذه النوبة.
* مر سكران بمؤذن رديء الصوت، فجلد به الأرض وجعل يدوس بطنه، فاجتمع إليه الناس، فقال: والله ما بي رداءة صوته، ولكن شماتة اليهود والنصارى بالمسلمين!
* قال بعضهم: رأيت مؤذنا يؤذن، ثم عدا. فقلت: إلى أين؟ فقال: أحب أن أعرف إلى أين يبلغ صوتي.
* اختصم رجلان في جارية، فأودعاها عند مؤذن، فلما أصبح وفرغ من الأذان، قال: لا إله إلا الله، ذهبت الأمانة من الناس! فقالوا له: كيف ذهبت الأمانة من الناس؟ قال: هذه الجارية التي وُضعت عندي قيل لي إنها بكر، فلما أتيتها، وجدتها ثيبا.
* سمع أبو يعقوب الخريمي منصور بن عمار، صاحب المجالس، يقول في دعائه: اللهم اغفر لأعظمنا ذنبا، وأقسانا قلبا، وأقربنا بالخطيئة عهدا، وأشدنا على الدنيا حرصا! فقال له: امرأتي طالق، إن كنت دعوتَ إلا لإبليس!
* أُهدي إلى سالم القصاص خاتم بلا فص، فقال: إن صاحب هذا الخاتم يُعطى في الجنة غرفة بلا سقف.
* سمعت امرأة مؤذنا يؤذن بعد طلوع الشمس، ويقول: الصلاة خير من النوم. فقالت: النوم خير من هذه الصلاة.
* عن المدائني، قال: قرأ إمام (ولا الظالين) بالظاء المعجمة، فرفسه رجل من خلفه. فقال الإمام: آه، ضهري! فقال له الرجل: يا كذا وكذا، خذ الضاد من ضهرك، واجعلها في الظالين، وأنت في عافية.
* عن محمد بن خلف قال: قيل لمؤذن: ما يُسمع أذانُك، فلو رفعت صوتك! فقال: إني لأسمع صوتي من مسيرة ميل.
* شوهد مؤذن يؤذن في رقعة، فقيل له: أما تحفظ الأذان؟ فقال: سلوا القاضي! فأتوه، فقالوا: السلام عليكم. فأخرج دفترا وتصفحه، وقال: وعليكم السلام. فعذروا المؤذن.
* قرأ إمام في صلاته: {إذا الشمس كورت}، فلما بلغ قوله: {فأين تذهبون}، أرتج عليه، وجعل يردد، حتى كادت تطلع الشمس. وكان خلفه رجل معه جراب، فضرب به رأس الإمام، وقال: أما أنا فذاهب، وأما هؤلاء فلا أدري إلى أين يذهبون؟!
* سئل أبو بكر الواعظ عن مسألة، فقال: لا أدري. قيل له: ليس المنبر موضع الجهل. فقال: إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء!
* قال رجل لابنه وهو في الكتّاب: في أي سورة أنت؟ قال: في (أقسم بهذا البلد، ووالدي بلا ولد). فقال أبوه: لعمري، من كنتَ ابنه، فهو بلا ولد!
* جاء رجل إلى قاض وهو يقرأ: {يتجرعه ولا يكاد يستسيغه}، فقال: اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ويستسيغه!
* عن محمد بن خلف قال: مر رجل بإمام يصلي بقوم، فقرأ: (آلم، غلبت الترك). فلما فرغ، قلت: يا هذا، إنما هو (غلبت الروم). فقال: كلهم أعداء، لا نبالي من ذُكر منهم.
* عن أبي العيناء، قال: كان المدني في الصف وراء الإمام، فذكر الإمام شيئا فقطع الصلاة وقدم المدني ليؤمهم، فوقف طويلا. فلما أعيا الناس، سبّحوا له وهو لا يتحرك، فنحّوه وقدموا غيره، فعاتبوه، فقال: ظننت الإمام يقول لي: احفظ مكاني حتى أجيء.
* قرأ إمام في صلاته: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين سنة)، فجذبه رجل، وقال: ما تحسن تقرأ، وما تحسن تحسب!