قبل ايام كنت في وليمة عرس فوصل وقت صلاة العشاء فقمنا للصلاة بعد الصلاة لا حظت ان شخصا لم يصل معنا فقد بقي في مجلسه ولم يتحرك من مكانه فجلست بالقرب منه وامره يدور في راسي هل اسا له لما لم يصل ام لا... فربما عنده عذر قاهر لكن ضميري لم يسمح لي بترك الموضوع دون استفسار فقد كان رجلا يقارب الاربعين ان لم يتجاوزها وتظهر عليه علامات الاحترام ....
وديننا يامر بالتواصي والنصح والتعاون على البر .
فبدات الحديث معه وبدات استدرجه حتى وصلت الى موضوع الصلاة فقلت له.... لقد لا حظت انك لم تصل معنا فما سبب ذلك..
فاجابني جوابا صادما قال .. انا لا اصلي ... لبثت برهة وانا احدق فيه .. حتى تجاوزت وقع قوله علي... وقلت له ولم... نعوذ بالله من غضبه... اما علمت ان الصلاة هي عماد الا سلام وانها الفارقة بين الكفر والايمان
قال بلى .. لكني قرات في القران ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ..وقرات في الحديث ان من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له .. وانا لم تنهني صلاتي عن المعصية فما فائدة تعذيبي لنفسي كل صباح ومساء
قلت له اولا ..هذا القول الذي ذكرته على انه حديث عن رسول الله قول باطل فهو ليس بحديث وقد حكم العلماء ببطلانه فلا يصح نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... اما ما ذكرت من ان صلاتك لم تنهك عن الفحشاء والمنكر والله تعالى يقول ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فهذا استدراج من الشيطان لك ليصدك عن الصلاة وعن طاعة الله
فالصلاة ليست هي التي تنهي عن الفحشاء المنكر انما هي وسيلة لذلك فالذي ينهى عن الفحشاء والمنكر هو الخوف من الله تعالى فاذا كنت تؤدي الصلاة بخشوع وايمان قوي فستكون صلتك بالله قوية وبالتالي لا يمكن ان تعصي الله تعالى اما اذا كنت تودي صلاتك مجردة عن الخشوع والايمان القوي والاحساس بانك واقف امام الله تعالى فانها لن تنفعك بشيء وستكون مجرد حركات تؤديها في اقوات معينة كما لو كنت تمكارس رياضة من الرياضات
سكت وسكت وبقي ينظر الي فا احسست انه يدير ما قلت له في راسه
ثم قال ان ما ذكرته قد يكون صوابا لكني لما كنت اصلي لم اشعر باي شيء منه ولم تنفعني صلاتي بشيء حتى دعواتي لم تكن تستجاب
قلت له .. من الواضح انك قد غلبت عليك نفسك الامارة بالسوء الم تسمع قول الله تعالى .. ومنهم من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمان به وان صابته فتنة انقلب على عقبه خسر الدنيا والاخرة .. .
فانت تعبد الله على حرف فان اعطاك الله ما طلبت استمريت في عبادتك وان لم يعطك او اصابك بلاء تركت العبادة وجحدت نعمت الله عليك ..
اما علمت اننا مهما عملنا ومهما اطعنا الله ومهما عبدناه لن نستطيع ان نؤدي شكر نعمه وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها
انظر الى حالنا الان ونحن في هذه النعم صحة جيدة وانواع مختلفة من اشهى الماكولات وفراش وثير وامن وامان ..
قل لي هل تستطيع ان تؤدي شكر هذه النعم
انصحك يا اخي ان تتوب الى الله وانت ما زلت في نعمة قبل ان يزيلها الله عنك ويبتليك بما لاتطيقه فتكون من الذين خسروا الدنيا والا خرة والعياذ بالله .
لقد طال الحديث بيني وبين هذا الرجل مما لا يتسع المجال لذكره كله وقد نسيت اكثر ما دار بيننا لكني في النهاية ارجوا ان اكون قد وفقت الى رده الى صراط الله المستقيم وقد نشرت هذه الحكاية لما فيها من العبرة ..
ادام الله علي وعليكم نعمة الهداية والايمان